MARONITE CATHOLIC CHURCH

MELTO تعبير سريانيّ ويعني الكلمة، والكلمة في الأدب تركيبة حروفٍ أو مجموعة أصوات تتصل وتتركّب لتشكل معنى لتلك المجموعة كبيرةً كانت أو صغيرة. الكلمات ليست مجرّد أصوات نطلقها، أو أحرفٍ نكتبها، بل معنى ندركه وأثر نتركه. الكلمة مسؤوليّة نحملها وأمانة نؤدّيها. للكلمات طاقة قوية فاعلة وقوة قادرة مؤثّرة. لعلّ اختراع الأبجديةّ أهم إبداعات العقل البشري، الذي أوجد وسيلة فاعلة وقادرة واضعاً نصب عينيه التواصل. تواصل مع الإله ومع أخيه الإنسان. إن هذا الإبداع الذي استفادت منه الإنسانية ولا تزال هو إختراع أجدادٍ لنا نشأوا في بقعة جغرافيّة مميزة تلتها نعمة الكتب المقدسة من تلك الجغرافيا ذاتها.

للكلمة في الديانات الإبراهيميّة مكانة واضحة وأساسيّة فالله يكلّم البشر بالكلمة، وبدوره الإنسان يجيب بالكلمة، والكتب المقدسة عند تلك الديانات خير شاهدٍ على أهميّة الكلمة فيها وعند مؤمنيها.

تبقى ميزة المسيحيّة، من حيث ارتباطها بالكلمة، بين الديانات كلّها أنّها تشير وتصف إلهها نفسه بالكلمة. لعلّ أجمل نصوص كتابنا المقدس مقدّمة الإنجيلي يوحنا: "في البدء كانت الكلمة، والكلمة كان مع الله، وكان الكلمة الله ...". إن هذه الآية وما تلاها وصولاً الى نهاية الفصل الأول، نشيدٌ شعريّ مسيحيّ عريق من أجمل أناشيد الجماعة المسيحيّة الرسوليّة الأولى، يحتوي على أهمّ عناصر الإيمان المسيحيّ بيسوع المسيح الكلمة، ابن الله المتأنّس، الذي كلّمنا وعرّفنا إلى شخص الله الآب الخفيّ.

لقد شئنا هذه الجريدة الشهريّة بعنوانها  Melto أن تصدر في عيد الكلمة المتجسّد، عن دير ورعيّة سيّدة لبنان المارونيّة في المملكة المتحدة، لننشر عبرها بعضاً من تراثنا المسيحيّ المشرقي عامّة والمارونيّ السريانيّ الأنطاكي خاصّةً، الذي امتازت الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة بالحفاظ عليه ودراسته ونشره، بالإضافة الى بعض مقالات لاهوتيّة وروحيّة دون ان ننسى بعض المقابلات مع شخصيات مغتربة برزت وأبدعت في المملكة المتحدة.

نتمنى أن تكون هذه الجريدة مدماكاً جديداً يضاف الى بناء إنساننا المارونيّ المغترب، جاهدين أن تكون صفحاتها وسيلةً فاعلةً لنتواصل عبر الكلمة ساعين أولاً وأخيراً للإقتراب أكثر فأكثر من الكلمة إلهنا يسوع المسيح.